أطفال الرقة…. الحاجة تسرق طفولتهم

خاص -صدى الشرقية
تعيش الكثير من الأسر في مدينة الرقة الواقعة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، أحوال معيشية صعبة ، أجبرتهم الظروف الحياتية إلى حرمان صغارهم من طفولتهم نتيجة الفقر والأوضاع المتردية في ظل جائحة كورونا .

في الرقة أصبحت الصورة تتكرر كل يوم أمامنا ، حياة مريرة يعيشها الأطفال ، حيث أصبحنا نرى الأطفال يحتضنهم الشارع بدلاً من إحتضان المدارس لهم .

في مشاهد تتكرر بأشكال مختلفة ، منهم من يعملون في بيع الخضار والفواكه وآخرون في ورش الميكانيكا ، وبعضهم يقف عند إشارة المرور حاملاً علبة المناديل ، وآخرون ينادون ويتوسلون الناس للشراء منهم لأجل توفير لقمة العيش لهم ولأسرهم.

أطفال قتل الفقر طفولتهم وحرمهم من أبسط حقوقهم ، أطفال شاخوا وكبروا قبل أوانهم ,فمن يحمي هؤلاء الأطفال ويعيد لهم طفولتهم ؟؟

يتحدث الناشط الإعلامي أبوعمر بغصة وألم عن أحوال الأطفال ، من المؤلم أن نرى الطفل يعمل في الأسواق أو حامل علبة البسكويت أو كيس من المحارم ، بدلاً أن نراه في المدرسة و نادي رياضي يمارس طفولته .

ويقول أبوعمر وهو يوثق عدة حالات يومية عن عمالة الأطفال ، أن هؤلاء الأطفال يعملون بهذا السن هي نتيجة الظروف القاسية التي يمرون بها, ويعودون لأهاليهم فرحين بعد حصولهم على المال وشراء بعض الاحتياجات التي تسد جوعهم.

أوضحت السيدة علياء الاخصائية النفسية ، أن عمالة الاطفال تعرض الطفل لأضرار اجتماعية ونفسية وأهمها تعرضهم للاستغلال بكافة انواعه وحتى الجنسي منها في بعض الحالات ، بالإضافة انها تجعل الطفل يعاني من اضطرابات سلوكية وعدوانية.

واضافت البعض يحمل مسؤولية عمالة الاطفال الاسرة ، ولكن الأمر غير صحيح عمالة الأطفال ظاهرة مجتمعية ، أصبحت المسؤولية مشتركة على ناشطي المجتمع المدني والسلطة الموجودة في الرقة ، الاطفال امانة في أعناقنا ، ويجب إعطائهم كافة حقوقهم ، وأن نجعلهم يعيشون طفولتهم ، لا أن يكبروا ويتحملوا مسؤولية أسرة قبل أوانهم .

وقد بينت السيدة علياء يمكن معالجة الاطفال الذين يعملون بإيجاد حلول خاصة لهم ولأسرهم ، والعمل على الأطفال من خلال تفعيل وتكثيف ممارسة انشطة الدعم النفسي وبرامج إعادة التعليم للمتسربين عن المدرسة ، علاوة على ذلك توفير العمل أو دخل شهري للأسر الفقيرة.


من ناحية أخرى تعمل الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية على الحد من ظاهرة تجنيد الأطفال ، حيث شكلت ” مكتب حقوق الطفل ” والذي يعمل بآلية مدنية مشتركة لتلقي الشكاوى بهدف وقف واستخدام الأطفال.

ويتضمن مكتب حقوق الطفل “آلية للشكاوى المدنية تتيح للمواطنين والعوائل وأولياء الأمور والجهات الإنسانية الفاعلة، تقديم الشكاوى والإبلاغ عن أي عملية تجنيد للقاصرين من الفتيان والفتيات في صفوف القوات”، كما تشمل الإبلاغ عن أي حالات مزعومة لتجنيد الأطفال في صفوف قوات سوريا الديمقراطية .

يأتي ذلك في وقت سجلت فيه مراكز حقوقية انتهاكات من قبل مجموعات تُحسب على قوات سوريا الديمقراطية “قسد ” لا سيّما الوحدات الشعبية ووحدات حماية المرأة ، بإجبار صغار السن على الإلتحاق في قواتها ، بالرغم من النفي المتكرر لقيادة هذه القوات عن إجبار أحد على التجنيد في صفوفها.



مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى